ابتسم أنت في مجدل شمس! - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


ابتسم أنت في مجدل شمس!
ايتاليكا – (اسم مستعار. الاسم الحقيقي محفوظ لدى موقع جولاني)
 06\12\2008
سمعت سابقا عن مجدل شمس وتتمنى زيارتها، إلا أنك لا تعرف كيف تميّزها، أو حتى كيف تصل إليها؟
لا تقلق سيدي بعد الآن!! هناك عوامل كثيرة تجعلك تفرّق بين مجدل شمس «المتقدّمة» وباقي القرى المتخلّفة:
حين تشعر أنك أصبحت قريباَ من قرية ما، وتشتم رائحة المجاري المنتشرة بوضوح من حولك، وفي استقبالك تقبع مزبلة مشتعلة، لم يُعرف حتى الآن من هو الذي أشعلها، هذا يدل على أنك وصلت إلى مجدل شمس...
حين ترى في مدخل القرية محلات تجارية لبيع مواد البناء والتمديدات الصحية، وتجد أن محتويات المحل قد فاضت على جانبي الطريق من اليمين ومن اليسار لتغطي الرصيف وقسماَ لا بأس فيه من الشارع الرئيسي، فها أنت في مجدل شمس...
حين ترى مطبّات اصطناعية (دبات) وُضعت على الطريق بكثرة، منها ما هو حسب المواصفات وأخرى وُضعت فقط لأنه يتوجب عليهم وضع واحدة في هذا المكان... فمرة تشعر بسيارتك تقفز نحو السماء ومرة أخرى يلامس أرضها ذلك المطبّ.. فلا تقلق لأنك ما زلت في مجدل شمس...
حين تقود مركبتك ببطء وتظل ترتفع وتنخفض بك وكأنك تصارع للبقاء أثناء حدوث هزّة أرضية، بفعل الحفر (الجور) التي لا تحصى ولا تعدّ في طريقك، فلا بد أنك في مجدل شمس...
حين ترى خطاَ للمشاة لا يُحترم المشاة عليه.. ولا تستطيع عبور الشارع منه.. فها أنت في مجدل شمس...
حين يكون هنالك غياب ملحوظ لإشارات المرور فهذا يعني أنك تقود مركبتك في مجدل شمس...
حين تسير أمامك مركبة وتفرق إلى اليمين، دون أن تعطيك إشارة ضوئية (غمازة) بأنها ستفرق إلى اليمين، وأنت لم تكتشف ذلك وحدك بفعل حدسك الخارق، فهذا يدلّ على أنك في مجدل شمس، لكن يُعتقد أنك لست من سكانها...
حين ترى بطريق الصدفة إشارة قف أو أعطِ حق الأولوية، وأحد لا يعر وجودها أي اهتمام، ولا يقف عندها، فهذا يدل أنك في مجدل شمس...
حين تدخل إلى طريق مستقيمة، ورغم هذا تسير في طريق ملتوية بشدة، مرة نحو اليمين ومرة نحو أقصى اليسار، وهكذا.. لأن أصحاب السيارات يركنون سياراتهم على جانبي الطريق من الجهتين ودون تناسق، وإذا اضطرهم الأمر لركنوها في وسط الطريق تاركين ممرا صغيرا بينها يتسع بصعوبة لسيارتك.. فها يدل أنك في مجدل شمس وتسير في شارعها الرئيسي...
حين تحاول أن تتكلم في جهازك المحمول مكالمة ضرورية أو استثنائية ولا تجد تغطية.. فما زلت تسير في مجدل شمس...
حين ترى انقطاعاَ مستمراًٍ في الكهرباء، ووجود أعمدة للإضاءة على جانبي الطريق لا تضيء، لأنها إما معطّلة أو لوجود أسباب أخرى مجهولة.. فأنت في مجدل شمس...
حين ترى في السيارة التي أمامك، خلفك أو حتى التي تمر إلى جانبك، أطفالا يقفزون دون كرسيّ آمن ودون أن يضعوا حزام الأمان، أو حتى في أحضان السائق، ويرمون أكياس البامبا والبسلي وقناني الريد بول من الشباك.. فهذا يدل أنك في مجدل شمس...
حين يتوقف السير فجأة ودون إنذار مسبق لأن أحدهم يحدّث صديقا له يعبر في الجهة المقابلة.. أو لأن صاحب سيارة تنقل المواد الغذائية قد ركن سيارته في وسط الطريق لأنه يريد أن يوصل الحمولة لمحل تجاري بجانب الطريق ودون أن يهتم لمن هو خلفه.. أو لأن المشاة شبابا كانوا أو كبارا لم يدركوا حتى الآن كيف يفرّقوا بين الشارع والرصيف.. فهذا يدل أنك تسير في إحدى شوارع مجدل شمس...
حين ترى تحرراَ لا يوصف بالشكل.. وتخلّفاَ لا يقدّر بالتصرف.. خصوصاَ في قيادة السيارات فلا تستغرب سيدي.. للأسف الشديد فأنت ورغم كل المعاناة لا زلت تقود في شوارع مجدل شمس.. القرية الأكثر تقدما.. تحررا.. والأكثر شعبية...
هذه هي مجدل شمس اليوم.. لكنني أعدك سيدي أنك حين تزورها في المرة المقبلة ستجدها...